21-موقفنا من الأزمة النيابية ورأينا في حقيقتها

الجمعة 6‏ رجب 1423 هـ الموافق 2002-09-13 ميلادية
((موقفنا من الأزمة النيابية ورأينا في حقيقتها))
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الموفِّق للهداية والرشاد, الناهي عن البغي والفساد, المطَّلع على القصد وإنْ كان مكنوناً في الفؤاد, المثيب على السعي في الخير والمجازي على السعي في الإفساد, أنزل الكتاب نوراً يستضيء به المدلجون, ونبراساً يستلهمه المتقون, وحكمةً يتمثلها العالمون, وأمثالاً يتأمَّلها العاقلون, وقسطاساً يحكم بين الناس فيما فيه يختلفون, فمن تمسَّك به وعمل بهدْيه فأولئك هم المفلحون, ومنْ حاد عنه ودعا إلى مناهج الكفر والضلال فأولئك هم الخاسرون.
نحمده سبحانه على ترادف نِعَمه وآلائه, وتضاعف جوده وعطائه, ونشكره تعالى على تتابع أياديه التي لا يحصرها عدٌّ ولا إحصاء, ولا يُحصيها تتبعٌ ولا استقصاء, رغبةً في المزيد من مواهبه الفاخرة, ورهبةً من عذابه الأليم في الدنيا والآخرة.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ربَّ سواه, ذو البرهان الساطع, والبيان القاطع, الداعي إلى الدخول في حظائر الإيمان, والهادي إلى السبيل الموصِل إلى قصور الجنان, الآمر بالعدل والإحسان, والناهي عن الفحشاء والطغيان واتباع خطوات الشيطان.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده ورسوله المبعوث رحمةً للأنام, ودعوةً للسلام, وإنارةً للظلام, المتحلِّي بطيِّب الكلام, والداعي للوئام, وترك التنابذ والخصام, والمجانبة للملاحدة واللئام.
صلى الله عليه وأهل بيته الكرام, المفروض مودتهم على الجِنَّة والأنام, والثابتة إمامتهم بنص نبي الإسلام على الخاص والعام, صلاةً دائمةً ما تعاقب الضياء والظلام.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, والالتزام بهدْيه, واتباع ما شرَّعه من أحكامه, وإشعار هذه القلوب القاسية خوف بطشه وانتقامه, فإن من خاف ربه سار على صراط رضاه, ونهى نفسه عن اتباع هواه, وجعل دار الكرامة عنده غاية مناه, وصدَّق بما وعده ربه ومناه, فإنه سبحانه وتعالى يقول: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى1, فلا تجعلوا لدنياكم أكبر همكم, وأعظم شغلكم, فما هي بدائمةٍ لكم, ولا أنتم بدائمين إليها, لقد جئتم إليها من دون اختياركم, وستفارقونها من غير إرادتكم, كما جئتم غير مخيَّرين ولا مستشارين, ولا يعلم أي فردٍ منكم متى سينتقل عنها, وإنْ كان قد عرف لحظة ولادته فيها.
عباد الله, يتسائل الكثير ويتعجب من عدم تطرقي لما يجري هذه الأيام من كلامٍ وشجارٍ بين الناس في أمر المشاركة في الحياة النيابية وعدم المشاركة واهتمامي بالجوانب الخلقية والعقائدية بدلاً عنها, وأنا بدوري أستغرب من هؤلاء الإخوة, فموقفنا من هذه المسائل واضحٌ ومعروفٌ للجميع منذ مدةٍ طويلة, ولقد قلنا إننا لا نعترف إلا بالقرآن دستوراً منظِّماً للحياة, وشريعة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله قانوناً للتعامل بين الناس, وأن ما عدا ذلك مما يدعوا إليه أبناء الزمان من النظم الديمقراطية أو الاشتراكية أو غيرها لا نعتبرها نظامنا, وما تضعه الدول من الدساتير سواءً بإرادة حاكمٍ واحدٍ أو عن طريق مجلسٍ منتخبٍ لا نراه شيئاً مقدساً في نظرنا, بحيث لا يجوز تعديله أو تغييره, فكيف إذا كان تغييره قد تم بعد التفويض العام للحاكم بتغييره؟
إننا كما قلنا سابقاً لا نطالب بالمجالس النيابية التي تسمح للفسقة وللملحدين وللعلمانيين وللمنحرفين بأن يكونوا من أصحاب القرار الذين يشرعون للمسلمين وتمكنهم من نذلك, ولكن إذا كانت الدولة ستعمل مثل هذه المجالس, فنقول للمؤمنين: إنَّ عليكم أن تدخلوا فيها لدفع ما تقدرون على دفعه من المفاسد التي تنشأ من وجود العلمانيين والفسقة والملحدين فيها, وجلب ما يمكن جلبه من المصالح  بقدر الإمكان, ورأينا هذا لم يتغير حتى الآن, ولم تتجدد ظروفٌ تستدعي أن نُغيِّر رأينا أو موقفنا من هذه الأمور, فلماذا نشغل بها أنفسنا من جديد في خطبنا؟ هذا هو جوابنا على من يستغرب هذا الإهمال لهذه الأمور في خطب الجمعة.
في نظرنا أن الأزمة التي تعيشها الأمة ليست سياسية في جوهرها وحقيقتها, وإنما هي أزمةٌ عقائديةٌ وخلقية, أزمةٌ عقائدية, لأن أبناء الإسلام والذين يدَّعون أنهم حملة رسالة الإسلام لا يدعون إلى تطبيق شرائع الإسلام, ولا يعملون على بث الوعي الديني في أذهان الناشئة, وإنما يدعون إلى مناهج الغرب الذي يدَّعون كذباً وزوراً أنهم يحاربونه ويعادونه, أيحاربون الغربيين وهم يعملون على هدم الحضارة الإسلامية وإحلال الحضارة الغربية مكانها؟ أيعادون الغرب وهم يدعون إلى تطبيق النظم الغربية وإبعاد ما تبقى من الشريعة الإسلامية؟
الأزمة التي يعيشها جيلنا أزمةٌ عقائدية, لأن من يدَّعون أنهم إسلاميون يرضون بالجلوس مع الملحدين والعلمانيين والتنسيق معهم على ما يمس مصير المسلمين في هذا البلد, أنا لا أعيب على أي شخصٍ أو جمعيةٍ أن يتخذ ما يعتقده مفيداً من المواقف والقرارات إذا كان في ضمن حدود الشريعة, سواءً كان تأييداً للمشاركة في الانتخابات, أو كان داعياً المقاطعة لها, لكنني أعيب على من يدَّعي أنه من الإسلاميين ويُنسِّق مع الشيوعيين على شأنٍ من شئون المسلمين, مع العلم أنه يعلم أن الملحدين وسائر العلمانيين هم الذين وضعوا الند والضد في الساحة للإسلام, وأنهم لا يستطيعون أن يسمعوا أي دعوةٍ للكلام عن الدين في شأنٍ من شئون الحياة.
الأزمة التي يعيشها جيلنا أيها الإخوة أزمةٌ أخلاقيةٌ وليست سياسية, فالواحد منا سواءً كان فرداً أو جهةً لا يعترف لغيره بما ينادي به لنفسه من الحقوق, ننادي بحرية الرأي وحرية القول ولكننا لا نعنيها بحقيقتها, تريد كل جهةٍ أن يكون لها حرية القول وحرية التعبير عن النفس وعن الرأي والموقف, لكن لا يصح أن يكون لمن يخالفها مثل هذا الحق, إنها تريده حكراً عليها, أما من يخالفها فلا ينبغي له أن يُعبِّر عن رأيه, ولا عن موقفه, لأن ذلك خيانةً للشعب والوطن, كل جهةٍ تريد أن تهيمن على الناس, وتلزمهم بنظرتها ورؤيتها للموضوع, وتفرض عليهم قبول ذلك, أو الكف عن معارضة ذلك, بكل وسيلة, مهما كانت محرمةً في الشريعة, أو خارجةً عن الأساليب الخُلُقية, وربما سترون بعد أيامٍ ماذا تبيِّت بعض الفئات من إرهاب لمن يخالفها في الرأي, أو يتخذ موقفاً غير موقفها.
أزمة هذا الجيل يا أيها الإخوة أزمةٌ خُلُقية, لأن الذين يدَّعون الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر يتقاطعون الأرحام بينهم, يتنابذون فيما بينهم, لا يلتقي أحدهم بالآخر, ولا يتحاور أحدهم مع الآخر, بينما لا يرون في التحاور مع أعداء الإسلام بأسا.
فيا عباد الله, لا تشغلوا أنفسكم كثيراً بشئون هذه الدار وتنسون الدار الآخرة وما أعد الله فيها من الخيرات للذين آمنوا وصبروا وصابروا ولم يبدِّلوا ولم يُغيِّروا, يقول تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الأخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلا فَسَاداً2.
فاعملوا على نيل تلك المقامات العالية في ديار النور والحبور, ومواطن السعادة والسرور, وهذا شهر الله رجب الفرد الذي جعله الله ساحةً للتنافس فيما لديه من الجوائز, وسوقاً للتعامل مع الراغبين فيما عنده من الرفد والعطاء, فتاجروا مع الله بتلك البضائع التي لا تبور, واملئوا هذه الساعات بالأعمال الصالحة التي تقربكم من الله زلفى وتجعلكم لديه من الفائزين.
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, إنه بنا رؤوفٌ رحيم.
إن خير ما خُتم به كلام, وبُنيَ على أساسه نظام, كلام رب الجِنَّة والأنام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الأنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ3.وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيمٌ وتوَّابٌ كريم.
1سورة النازعات: 40 – 41
2  سورة القصص: من الآية83
3  سورة الزلزلة
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواجب وجوده, الدائم جوده, القويِّ سلطانه, العليِّ شأنه, الجليِّ برهانه, الذي بقدرته خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهن, وبحكمته ورحمته جعل الأمر يتنزل بينهن, قديم بِره وإحسانه, عميم طَوْله وامتنانه, تردى بصفات الكمال, فجل عن الشبه والمثال, وتنزه عن التغير والزوال.
نحمده على جزيل ما أنعم, ونشكره على جميل ما أكرم, ونسأله الثبات على ما بلَّغه رسوله الأعظم, والتوفيق للدعوة إلى صراطه الأقوم, ونعوذ به من شر ما يُوصِل إلى جهنم.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ترفَّع عن مجاورة الشركاء, وتنزَّه عن الصاحبة والأبناء, واستغنى عن المشيرين والوزراء, شهادةً توجب لنا الدرجات الفاخرة, وتوصلنا إلى ما أمَّلناه من خير الدنيا والآخرة.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, الذي اصطفاه لختم رسالته، وحباه بكرامته، وفضَّله على سائر الأنبياء برفع مرتبته، وأخذ على المرسَلين ميثاق نصرته، وأظهر دينه على الدين كله بإخلاد معجزته، وجمع في بيته النبوة والإمامة بجعلها خالصةً في ذريته.
صلى الله عليه وآله المخلوقين من فاضل طينته, المصطفَيْن للقيام بخلافته, المنتجبين للقيادة لأمته, المستودعين أسرار رسالته, المستحفظين أحكام شريعته, صلاةً تدفع عنا وحشة القبر ورهبته, وتُنقذنا من شره ومسائلته.
أيها الإخوان المؤمنون الذين نظروا بعين هداية الله سبحانه, والتزَموا الصراط الذي دعت إليه رسل الله, فأفلتوا من حبائل الشيطان الرجيم, وسارعوا إلى تنفيذ أمر الله سبحانه, ولم يعبئوا بتشكيكات الموسوسين, وبادَروا إلى القيام بفرائض الله, ولم يُثنهم عن ذلك إغرآت المبطلين, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه والعمل بمراضيه, ومراقبته وخشيته بتجنب معاصيه, فالتقوى أسُّ كل سعادة, وسبب كل كرامة, فلا فوز عند الله إلا لمن اتقاه وخشيه, وعمل بطاعته راجياً ما عنده, يقول سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ1.
والتقوى في حقيقتها ليست إلا خشية الله سبحانه والخوف من عذابه ونقمته وغضبه, لأن ذلك يكشف عن حب الله, إذ لا يطلب أحدٌ القرب من أحد, ولا يخاف البعد عنه إلا إذا كان محباً له, فمن تشرَّب حب الله سبحانه في نفسه, وملأ قلبه, حاذَر أن يغضب عليه, ويبعده عنه, فترى الناس في درجات الحب متفاوته, فمن ملأ حب الشيء نفسه تراه لا يصبر على فراقه, ولا يرضى بالابتعاد عنه, ولذلك يسعى في تحقيق كل ما يعتقد أنه يُرضيه عنه ويُقرِّبه من رضاه, فمحب الله سبحانه على قدر محبته لله تعالى تراه يندفع إلى طاعته, ويبتعد عن معصيته, خوفاً من طرده من مجلس أحبابه, وشفقةً من أن ينظر إليه بالتقصير في خدمته, فالتفاوت في التكريم, والتفاوت في القرب عند الله سبحانه إنما هو بهذه الخشية, الدافعة على الطاعة, والمانعة من المعصية, إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ2.
فاتقوا الله عباد الله تكونوا من المكرَّمين, وأطيعوه تصبحوا من المقرَّبين, واجتهدوا أن لا يراكم الله سبحانه في موقفٍ تخجلون منه أن يراكم عليه, كفوا عما حرم أيديكم, وغضوا عما لا يجوز لكم أعينكم, وصموا عما حرم عليكم آذانكم, وطهِّروا عما لم يبحه لكم بطونكم وفروجكم, واسألوه تعالى أن يعفو عنكم, فيما غلبتكم عليه أنفسكم, أو زيَّنه لكم عدوكم, تجدونه غفاراً رحيما, وحليماً عن العصاة رحيما.
ألا وإنكم في يومٍ شأنه عند الله عظيم, وعيدٍ عليه كريم, يجيب فيه الدعوة, ويصفح فيه عن العثرة والكبوه, فقوموا له فيه بما فرض عليكم من شرائف عبادته, وتوجهوا إليه فيه بإحياء سنته, وجدِّدوا فيه التوبة والندم على ما بدر منكم من مخالفته ومعصيته, وتوجَّهوا إليه فيه بالتوسل بالصلاة على حبيبه محمدٍ وذريته.
اللهم صلِّ على قطب سماء العالم, وأشرف بني آدم, الذي لولاه لما خلقت الأفلاك, ولا أسجدت لآدم الأملاك, صاحب الوقار والسكينة, المدفون بأرض المدينة, يتيمة عقد الرسل الكرام, وسيد الأنبياء العظام, ذي المجد والسؤدد, أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على صهره وخليفته, ووصيِّه في أمته, قاضي دَيْنه ومُنجز عِدَته, شهاب الله الثاقب, ونوره المشرق لكل طالب, وسيفه الضارب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على السيدة المعصومة عن الأدناس, والجليلة المطهَّرة من الأرجاس, الصديقة الكبرى, والدرة النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على السبط المؤتمن, والسيد الممتحن, الشارب بكأسات الغصص والمحن, والمتجرِّع لعلقم الحقد والإحن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صلِّ على سبط الرسول, وقرة عين البتول, وثمرة فؤاد الأسد الصئول, صاحب المصيبة الراتبة, وقتيل الدمعة الساكبة, والد الأئمة المهديين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على ساقي الشيعة من الزلال المعين, ومُمتِّعهم بالحور العين, المدافع عنهم يوم لا يجد الإنسان مفزعاً ولا معين, الإمام بالنص على رغم المعاندين, أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.
اللهم صلِّ على ناموس العلم والحكمة, والمبرئ بهدْيه الأبرص والأكمه, البدر الزاهر في مدلهمات الفواقر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم على قيِّم الشريعة وهاديها, ونورها المشرق في أقطارها ونواديها, وسيِّدها في حضرها وبواديها, لسان الحق الناطق على رغم كل جاحدٍ ومنافق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على من له المفزع يوم الفزع, وملجأ الخلق إذا اشتد الجزع, المجلِّي في حلبة المكارم, والمعمد في حلقة الأعاظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على الإمام المفترَض الطاعة, والشافع لمن أقرَّ به وأطاعه, ومن حبه وزيارته أعظم تجارةٍ وأربح بضاعة, مُنقذ الشيعة من لظى, الإمام بالنص علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على الحرز المانع, والذخر النافع, والسيد الشافع, والفخر الرافع, سليل السادة الأجواد, ومن عليه المعوَّل والاعتماد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على السيدين الأكرمين, إمامي الحرمين بغير مَيْن, الفرقدين المشعين, والعلمين الهاديين, الإمامين الأكرمين, علي بن محمدٍ الهادي وابنه أبي محمدٍ الحسن العسكريين.
اللهم صلِّ على المنتظَر لكشف كل ضرر, والقائم المؤمَّل لدفع كل حذر, المخدوم بالقضاء والقدر, والمؤيَّد من الله بالنصر والظفر, الإمام بالنص مولانا الحجة بن الحسن المنتظر.
عجَّل الله له أيام دولته الميمونة الآثار, المأمونة العثار, وجعلنا من الداخلين تحت حياطته, المسعودين برؤيته, إنه أكرم مسئولٍ وأجود مأمول.
إن أشرف ما وعته القلوب والخواطر, ومُحيت به الذنوب والجرائر, كلام الله الرحيم الغافر. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ3.وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيمٌ وتوَّابٌ حليم.

1سورة الحجرات: من الآية13
2  سورة الحجرات: من الآية13
3  سورة النحل: 90