20-حسن الخلق

الجمعة 28‏ جمادى الثانية هـ الموافق 2002-09-06 ميلادية
((حسن الخلق))
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله قديم المنِّ جزيل العطاء, عميم الإحسان سميع الدعاء, لطيف بالخلق سريع الرضاء, جميل الفعل محل الرجاء, مفيض الخير مجيب النداء, عزيز الشأن حقيق الثناء, الذي يختص برحمته من يشاء, ويرفع درجات من يشاء, ويهدي لاتباع الحق من يشاء, له الأمر وله الحكم في الأرض والسماء, وله العزة والعظمة والكبرياء, وله المجد والبهاء, وله أحسن الأسماء, فتبارك ربنا عن الوصف وتعالى.
نحمده سبحانه على عميم نعمٍ أسداها, وسوابغ آلاءٍ أضفاها, ونشكره تعالى على ما منحنا من كرائم هباته, وأتحفنا به من جميل مبرَّاته, ونسأله العون على تأدية ما فرض علينا من شكره وطاعته, والتوفيق للقيام بحق ما ندبنا إليه من عبادته, ونتحصن به من كل باغٍ بعين رعايته.
ونشهد ألا إله إلا هو ذو المجد والبهاء, والعظمة والكبرياء, الأزلي الذي لا يُدرَك له ابتداء, المترفع بسرمديته عن أن يكون لوجهه فناءٌ أو انتهاء, المليّ المستغني عن طاعة عباده الفقراء, الذي لا تضمه أرضٌ ولا تحويه سماء, فله سبحانه أشرف النعوت وأكرم الأسماء.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, جاء بالحق من عند ربه وصدَّق المرسلين, بعثه الله بالكتاب المبين, والبرهان اليقين, فـَبَشِّر المحسنين, وأنذر المذنبين, وأطب بمراهم أخلاقه ما اعترى النفوس من الداء العضال, وجلّى بمياسم شريعته ما ران على القلوب من السفاهة والابتذال, وكشف بنيِّر بيانه ما غمض على العقول من حقيقة المبدأ والمآل.
صلى الله عليه وآله ذوي الشرف والجلال, والنبل والكمال, الملمين بمسائل الحرام والحلال, والذين ببركة تعليمهم يتميز الهدى من الضلال, المستودعين أسرار ذي العزة والجلال, صلاةً دائمةً بدوام الإشراق والآصال, موجبةً للشرب من الكوثر الزلال.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه وتعالى, فإنه غاية مآلكم, وإليه منتهاكم, فلا فوز إلا برحمته, ولا نجاة إلا بطاعته, فراقبوه في كل حركةٍ وسكون, واحذروا مخالفته فيما تقولون وتفعلون, فإنه سبحانه مطلعٌ على أحوالكم, عليمٌ بما تسرونه في ضمائركم.
واعلموا أيها الأخوة المؤمنون أن من أفضل ما تقرب به العبد إلى ربه بعد الإيمان به والتصديق بملائكته وكتبه ورسله؛ هو أن يعمل الإنسان ويجاهد نفسه على تحسين خلقه, فإن الخُلُق الحسن هو صفة سيد المرسلين, وهل أدل على ذلك من مخاطبة رب العالمين له بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ1, بل إن حسن الخلق هو جوهر رسالته, وحقيقة نبوته, حيث قال صلى الله عليه وآله: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”2, فالخُلُق الحسن هو ثمرة مجاهدة المتقين, ونتيجة رياضة المتعبدين, وهو على التحقيق شطر الدين, وقد رُوي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: أثقل ما يوضع في الميزان تقوى الله والخلق الحسن3.
واعلم أن الخلق هو الجبلَّة الراسخة في النفس, التي تصدر عنها أفعال الإنسان بيسرٍ وسهولة, فإن بذل المال مثلاً قد لا يُعدُّ كرما, ومنعه قد لا يُعد بخلا, وإنما يُعدُّ بذل المال كرماً إذا كان من عادته أن يبذل المال, ويؤثر به, راضيةً بذلك نفسه, فإن مثل هذا الإنسان يُعد كريما, وإن لم يبذل المال في موقفٍ من المواقف لسببٍ من الأسباب, كما لو لم يكن واجداً للمال, أو يعلم أن طالب المال يريد التقوِّي به على معصية الله سبحانه, أو على ظلم غيره من العباد, فإن رفض إعطائه المال لا يسمى بخلا, وبالمقابل قد يبذل المال بخيلٌ لسببٍ من الأسباب, كشراء ضمائر الناس وذممهم, أو من أجل بلوغ غايةٍ تعود عليه بالنفع الوفير, أو للرياء والسمعة, فإنه لا يسمى كريماً بمجرد بذل المال, وإنما يكون الكرم خُلُقاً إذا كان يبذل المال لا لغايةٍ تعود عليه بالنفع العاجل في دنياه, أو لا يرجو من وراء بذله شيئاً على الإطلاق, ولذلك عدُّوا حاتم الطائي كريما, لأنه يبذل الطعام لكل واردٍ ولا يسأله عن اسمه ولا عشيرته.
فالخُلُق هو الهيئة أو الملكة النفسية, أو بالتعبير الحديث القدرة الراسخة في النفس والتي تصدر عنها الأفعال بيسرٍ وعفوية, ومن دون تكلُّف, وحتى يبلغ الحال بصاحبها أن لا تصدر عنه أفعالٌ مخالفةٌ لها إلا بتعمُّلٍ وتقصد, فالخُلُق هو الصورة الباطنة, كما أن الخَلق هو الصورة الظاهرة, فإن كانت تصدر عنها الأفعال الحسنة عند العقل المحمودة في الشرع سُمِّيت تلك الهيئة بالخُلُق الحسن, وإن كانت تصدر عنها الأفعال القبيحة عقلاً, المذمومة شرعاً, سُمِّيت بالخلق السيء. ولها شروطٌ أربعة:
الأول: أن تصدر عنها الأفعال الحسنة أو القبيحة كما وصفنا باليسر والسهولة. وثانيها: القدرة على الفعل والترك, فإن فاقد القدرة على الفعل والترك لا يسمى ما يأتيه خُلُقا. وثالثها: العلم بما يصنع من حسنه وقبحه, فلو كان لا يميز بين الحسن والقبيح, فما يصدر عنه لا يسمى خلقا. ورابعها: هيئةٌ نفسيةٌ تميل به إلى إحدى الجهتين, وتُسهِّل عليه ارتكاب أحد الأمرين, الحسن أو القبيح. فليس الفعل بحد ذاته خلقا, وإن تكرر فعله, ما لم يصدر عن ملكة راسخة.
ولا إشكال أن هذه الملكة هي كغيرها من الملكات والقدرات, لا يولد الإنسان مزوَّداً بها, وإنما تحصل له من جراء رياضته لنفسه عليها, فالعلم مثلاً وهو ملكةٌ من الملكات لا يحصل للإنسان إلا بعد طول المجاهدة, والمعاودة في الدراسة, والملاحظة, والتجربة, وبعد المحاولات الشاقة, وكذلك سائر الملكات, لا تحصل للإنسان إلا بعد طول المران, والصبر في بداية الأمر على ما يلاقيه من الصعوبة في تعويد نفسه على تلك العادة, ثم يأخذ ذلك الأمر عليه بالسهولة, حتى تحصل له الملكة, ولذلك يستحق عليها المدح أو الذم, في نظر العقلاء, والثواب أو العقاب عند الله سبحانه, ولو كانت أمراً جبرياً جُبِل عليه من حين خلقه فإنه لا يستحق عليه ثواباً ولا عقابا, ومن أجل ذلك لا يلام الإنسان ولا يعاقب على تشوه صورته الجسدية, ولا يمدح أو يُثاب على حسن خلقته, لأنهما خارجان عن فعله وقدرته, نعم لو كان تشوه صورته الظاهرية بسببٍ من قِبَله, كتعريض نفسه لما يسبب تشوه الخلقة, فإنه يلام على ما فعل بنفسه, ويعاقب على ما ارتكب في حق خلقته.
فما نُسب إليه صلى الله عليه وآله من القول: “أفضل ما وضع في الميزان تقوى الله والخلق الحسن”, إنما لأن اكتساب الخُلُق الحسن راجعٌ إلى مجاهدة نفسه, ورياضته لشهواته وغرائزه, فمن عوَّد نفسه على الصبر على أذى الناس هان عليه أمرهم ولم يُطشه تعديهم, فصفح عمن ظلمه, وكفَّ عمن آذاه, فسُمِّي حليما, ومن عوَّد نفسه على الكلام اللين مع الناس والخطاب الجميل وراض نفسه على الألفاظ الحسنة وتجنَّب الألفاظ السيئة نشأت عنده ملَكةٌ مولِّدةٌ للألفاظ المحببة للقلوب الجاذبة للنفوس.
ومن عوَّد نفسه على الطيش والغضب, والأخذ للنفس بكل صغيرةٍ وكبيرة, وعدم التنازل لأحدٍ في شيءٍ من الأشياء, نشأت عنده ملَكةٌ سيئة, لا تصدر عنها إلا الألفاظ الخشنة, والكلمات البذيئة, حتى يصعب عليه مداراة من يرى ضرورة مداراته.
فينبغي للمؤمن أن يعوِّد نفسه على خلال الخير, ويسعى لاكتساب ملكات الكمال بقدر إمكانه, حتى يفوز بالسعادة الأبدية عند الله سبحانه وتعالى, ففي الحديث المنسوب للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: “من سعادة المرء حسن الخلق”4, وعنه صلى الله عليه وآله: “إن أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً…”5, ولا إشكال أن الأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام هم أحسن الناس أخلاقا, وهم أقرب مجلساً منه يوم القيامة, وهم أحب خلق الله إليه, ثم يليهم الأمثل فالأمثل في الطاعة, ومن أهم مصاديقها العمل على اكتساب ملَكات الفضائل, والتخلي عن طباع الرذائل.
جعلنا الله وإياكم ممن جعل القرآن له خُلُقا, والتقوى له زادا, والإيمان له جُنَّةً وعتادا, إنه على كل شيءٍ قدير, وبالإجابة حريٌ جدير.
إن خير نظامٍ وأفضل كلام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الأنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ6.وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيمٌ وتوابٌ حليم.
1سورة القلم: 4
2  مكارم الأخلاق – ص8 – الشيخ الطبرسي
3 “قال عليع: سُئل رسول الله ص ما أكثر ما يدخل به الجنة قال: تقوى الله وحسن الخلق”بحار الأنوار – ج68 ص387 – العلامة المجلسي، “ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن”ميزان الحكمة – ج1 – ص799 – محمدي الريشهري
4  مستدرك الوسائل – ج8 – ص447 – الميرزا النوري
5  بحار الأنوار – ج68 – ص385 – العلامة المجلسي
6  سورة التين
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله التامة كلمته, البالغة حكمته, النافذة مشيئته, الماضية إرادته, الواسعة رحمته, الشديدة نقمته, فسبحانه ما أعز شأنه, وما أظهر برهانه, لا تشاهده نواظر البصائر إلا بأنواره, ولا تُظهره الدلائل إلا بإظهاره, القريب من الأشياء لا بمداخلة, والمباين لها لا بمزايلة, والمهيمن عليها لا بمحاولة.
نحمده سبحانه وهو للحمد مبدؤٌ وغاية, ونشكره تعالى على ما تفضل به علينا من المعرفة والهداية, ونسأله التوفيق للعمل الصالح, والفوز بحسن الخاتمة في النهاية.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, الذي تردى بالعظمة والكبرياء, وجلَّ عن الشريك في الأرض والسماء, الغني عما عداه فلا يحتاج لشيءٍ من الأشياء, العالم بكل شيءٍ جلَّ عن التخصيص والاستثناء.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله مجْمع الكمالات الإنسية, ومحط الواردات القدسية, عبده ورسوله, الداعي إليه بعدما وقب غسق الجهالة, والهادي إليه بعدما احتجب وجه الحق بظلم الضلالة, والقائد إلى سبيله بأوضح الدلالة وأبلغ المقالة.
صلى الله عليه وآله معادن العلم والتأويل, ومهابط الوحي والتنزيل, المصطفَين الأطهار, والأئمة الأبرار, صلاةً دائمةً ما عاقب الليل النهار, وتحرك الفلك الدوَّار.
عباد الله, أوصيكم ونفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه الذي إليه المعاد, ولديه الحكم يوم التناد, وأحذركم من أهوال يومٍ تُحشر فيه العباد, وتُنشر فيه الأجساد, وشدائد يومٍ يُنصب فيه الميزان, وتخذل فيه الأحبة والإخوان, وتشخص فيه الأبصار, وتنكص فيه الأنصار, وتطيش فيه الألباب, وتُسد فيه الأبواب, فخذوا أهبتكم لذلك اليوم, فإنه لا ينجو من شره إلا من دُعي للخير فأجاب, وسمع النصح فاستجاب, وعليكم بالمناجاة في جنح الظلام, والبكاء لدى الملك العلام, ففي ما صح من الخبر عن سيد البشر, وشفيع يوم المحشر, صلى الله عليه وآله الغرر, أنه قال: “كل عين باكيةٌ يوم القيامة إلا ثلاث: عينٌ بكت من خشية الله, وعينٌ غضت عن محارم الله, وعينٌ باتت ساهرة في سبيل الله”1, وعنه صلى الله عليه وآله: “من بكى على ذنوبه حتى يسيل دمعه على لحيته حرم الله ديباجة وجهه على النار”2، وعنه عليه الصلاة والسلام: “من خرج من عينيه مثل الذباب من الدموع من خشية الله أمنه الله يوم الفزع الأكبر”3، وفي خبرٍ ثالثٍ عنه صلى الله عليه وآله: “إذا اقشعر قلب المؤمن من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كم تتحات من الشجر ورقها”4.
وهذا شهر الله المفرد شهر رجب المعظم يوشك بعد يومين أن يطل عليكم, ويحل بين ربوعكم, وهو شهرٌ بالتعظيم حقيق, فاستقبلوه بما هو أهله من الحفاوة والتكريم, واتخذوه للمعاملة مع الله سوقاً ومتجرا, واجهدوا أن تقوموا بما فيه من السنن التي ندبكم الله إليها, من الزيارة لبيته الحرام, والقصد لأماكن طاعته, وزيارة رسوله وخلفائه الكرام, خاصةً زيارة قبر الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام, فمن لم يقدر على ذلك لأي عذرٍ فليملأه بالأعمال الصالحات, من الصلاة والصيام والتهجد في جنح الظلام.
وفقنا الله وإياكم للشرب بزلال التوفيق, والاهتداء لجادة الطريق, ونجانا معكم من عذاب الحريق.
ألا وإن من أفضل الأعمال في هذا اليوم الذي هو من أشرف الأيام, وأكمل الأفعال في هذا المقام النيِّر الأعلام, هو الإكثار من الصلاة والسلام, على أبواب الملك العلام, ومن بأيديهم مفاتيح دار السلام, محمدٍ والمعصومين من آله الكرام.
اللهم صلِّ على من ختمت ببعثته النبوة والرسالة, وحبوته بالفتوة والإيالة, وفضَّلته على جميع الأنبياء والمرسلين, وأدنيته منك حتى صار أقرب المقربين, ووصل إلى رتبة قاب قوسين, النبي العربي المؤيَّد, والرسول الهاشمي المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على يعسوب الدين, وسيد الموحِّدين, وشريك نبيك في ما عدا النبوة من مدائح طه وياسين, هادم حصون الشرك والمشركين, وقالع أبواب العتاة المعاندين, ذي المفاخر والمناقب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على العقيلة الهاشمية, والنبعة المحمدية, والبضعة النبوية, الإنسية الحوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على قرطي عرش الرحمن, ومصباحي قصور الجنان, الشاربين بكؤوس الابتلاء والامتحان, والمتجرِّعين لعلقم الغصص والأشجان, العالم بالفرائض والسنن, والصادع بالحق في السر والعلن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن, وأسير الكربات, ورهين المصيبات, المجدَّل على الصعيد, الذي عن مسقط راسه ناءٍ بعيد, الإمام بالنص أبي عبد الله الحسين الشهيد.
اللهم صلِّ على زين العباد, والنور المنبسط على الوهاد, الشفيع المشفَّع لديك يوم التناد, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين السجاد.
اللهم صلِّ على باقر علوم الأوائل والأواخر, وسابق كل سابقٍ إلى نيل المكارم والمفاخر, البحر الزاخر بنفائس الجواهر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على الصادق الصديق, العالم على التحقيق, الفاتح للشيعة طرائق التحقيق والتدقيق, الفجر الصادق في سماء الحقائق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على المستوي على قدوة الأكارم, ومشترع سنن المجد والمراحم, والحجة البالغة في جميع العوالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على من طبَّق أخبار مجده الأرض والفضاء, وتلألأ شعاع نوره وأضاء, الرضي المرتضى, الحاكم يوم الفصل والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على ربان سفينة النجاة والسداد, وقيِّم دائرة الهداية والرشاد, وقائد السادة الأجواد, وغاية كل مطلبٍ ومراد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي, وشفاء الغليل الصادي, الذي سارت بفضائله الركبان في كل منحدرٍ ووادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على البدر الأنوري, الكوكب الدري في الجسم البشري, السيد السري, والليث الجري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكري.
اللهم صلِّ على الطلعة الساطعة بأنوار الهيبة والجلالة, والشمس الطالعة في بروج المجد والإيالة, حجة الله المشرقة في أرضه وسمائه, وآيته الدامغة لأعدائه, نيَِّر البرهان, وشريك القرآن, الإمام بالنص مولانا المهدي صاحب العصر والزمان.
عجَّل الله فرجه, وسهَّل مخرجه, وبسط على الأرض منهجه, وجعلنا من شيعته الثابتين على القول بإمامته, الداخلين تحت رعايته وحياطته, المسارعين لإجابة دعوته, إنه على ما يشاء قدير.
إن أحسن ما تلاه التالون, وعمل بهديه المتقون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ5.وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم.

1من لا يحضره الفقيه – ج1 – ص318 – الشيخ الصدوق
2 جامع الأخبار – ص261 – الباب 54 – حديث رقم 706 – 32 – الشيخ محمد بن محمد السبزواري– الطبعة الأولى 1993م – 1413هـ – مؤسسة آل البيت – بيروت
3 جامع الأخبار – ص261 – الباب 54 – حديث رقم 706 – 33 – الشيخ محمد بن محمد السبزواري– الطبعة الأولى 1993م – 1413هـ – مؤسسة آل البيت – بيروت
4  بحار الأنوار – ج67 – ص394 – العلامة المجلسي
5  سورة النحل: 90